الولاء للوطن
إن الولاء والانتماء للوطن أمر – ولابد – أن يكون محفورا في نفوس أبناء الوطن ، لا تهزه رياح الأهواء ، ولا أمواج المصالح الشخصية ، وينمو مع المرء في قلبه وفي عقله ، فلا مساومة عليه ، بل هو خط أحمر لا تصل له الأيادي العابثة… ونحن عندما نتكلم عن الولاء والانتماء للوطن ، لا نزايد على أحد من أبناء الوطن في ولائه وانتمائه لدولة الإمارات، فهذه الدولة التي بناها زايد الخير ، يعشقها أبناء الوطن ويسعون جاهدين لرفع رايتها خفاقة على وجه البسيطة في كافة المجالات ، حبا ووفاء لدولة الإمارات قيادة وشعبا . ولكن …. أن يسعى البعض لإثارة الفتن في وطنه ، باسم الحرية … فلاشك أن هناك خللا في ولائه وانتمائه … وأن يستقوي بعض المرجفين بالمنظمات الخارجية على وطنه … لا شك أن خلل الولاء والانتماء بدأ يسري في عروقه .
وأعجب – وحق لي العجب – أن أرى وأسمع وأقرأ ذلك الدفاع المستميت الصادر عن الإخوان المسلمين في دولة الإمارات عندما طعن بعض أبناء الوطن الولاء ولانتماء في مقتل، وظهر استعلاؤه عليه قولا وفعلا ! وإني لأستغرب من أولئك المدافعين عمن أساء للوطن والقيادة في دولة الإمارات ، إنهم لا يتطرقون- لا من قريب ولا من بعيد – في مقالاتهم الدفاعية عما ارتكبه القوم من جرم ، يكمن في السعي لإثارة الفتن في الدولة ، فنحن عندما نرى روؤس الفتنة في الإمارات ، وغيرهم ومن ركب الموجة مؤخرا كـــ (ظبية خميس) ، والتي لم نسمع لها همسا من قبل ، ترهف قائلة : إن قيادة الدولة ليست مقدسة عن النقد ،! فنقول : نعم يا ظبية ،وهذا ما لم نسمعه إلا منكم جزافا ، ولكننا نعرف معنى الولاء والانتماء ، عقلا وشرعا ، وغيرنا يعرفه اسما ورسما ، ويكفيكِ أن تعلمي أن شعب الإمارات قد لفظ هذه الثُلة ، وسيلحقهم كل من ركب الموجة .ولقد علم أبناء الوطن أن من يستعدي الخارج على وطنه ، مختل ولائيا وعقليا في نظر المواطن في دولة الإمارات … فهي وسابقيها ، لا يشيرون ولو إشارة من طرف خفي ، لا تصريحا ولا تلميحا عن استقواء شلة المرجفينةومن نصب نفسه للدفاع عنهم في كل فتنة تطل برأسها ، وهاهم يطالبون علنا بتدخل المنظمات الخارجية ، ودول الاتحاد الأوروبي في شؤون الدولة .. فماذا نسمي ذلك يا عقلاء …؟ وعن أي ولاء وانتماء يتحدث هؤلاء ؟
إن الولاء والانتماء للوطن لا يتجزأ ، ولا يعقل أن يقوم أحد أبناء الوطن بتحريض المنظمات الخارجية كي تقوى شوكته على وطنه لحاجة في نفسه ، فهل في ذلك شك أن الولاء والانتماء متخلخل في هذه الأنفس ؟ وليلاحظ القارئ الكريم أن جهود الإخوان المسلمين ومن ناصرهم من كُتاب تـنصبُّ في الفترة الأخيرة على صرف الرأي العام الذي لم يتوقعه أحد منهم أن يكون بهذه القوة والعنفوان في صدهم ، فلذلك نراهم يبذلون جهودا مضنية في محاولات كثيرة لتلميع صورهم من جديد أمام شعب الإمارات ، ثم ترى أصواتهم تعلوا قائلة : إن ولاءنا لهذا الوطن وقيادته !. ويكفيك عزيزي القارئ أن تستنجد بشيخ الباحثين ، وكبير الفاضحين الشيخ ( جوجل ) كي ترى بأم عينك حقيقة القوم ، وكيف صبوا جام غضبهم على الدولة وقيادتها ومؤسساتها ، ما زالت مقالاتهم ومواقعهم لا تتوانى عن ذلك ، وبنظرة فاحصة في منتداهم – منتدى الحوار -البائد الذي أسس على الفتن والطعن في رموز الوطن ، والسخرية بالشعب ، ففيه الطعن الصريح والإثارة والوجه القبيح ، التي قد تصيب نسيجنا الوطني المتلاحم في مقتل .
إن الإخوان يريدون اليوم باستجلابهم بعض الأقلام الإماراتية -المنقرضة والمنحرفة – لمواقعهم لتدافع عن كل غراب ناعق منهم ، ويتباكون ليل نهار أنهم ظلموا ، كي يظهروا للشعب أن كل ما يثار حولهم محض افتراء في محاولة لعدم السقوط من حسابات الشعب الإماراتي . وإني لأرى أن القوم يسعون جاهدين وسيجيشون أقلامهم ، ومواقعهم الإلكترونية ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، ليظهروا أن ولاءهم وانتماءهم لهذا الوطن ولقيادته لا شائبة فيه، وأن من يكتب ضدهم كذاب أشر!! وإن كانت هذه المسألة بدأت تلوح في بعض المقالات ، والنعيق على تويتر ، ولكن هذا النهج الملتوي بالطبع ، سيبدأ دون التبرؤ من مقالات ونعقات سابقة والتي هي على النقيض تماما في حق الوطن والقيادة … فهذه شنشنة نعرفها من أخزم . ومنتدى الحوار خير شاهد على ذلك ، وصفحاتهم على الفيسبوك والتويتر ما زالت تغرد خارج سرب الوطن ..! فكل مواطن صادق المذهب – الطريقة – في حبه لوطنه ، ويعرف قدر الوطن في رخائه وشدته ، لا يمكن أن يفكر مجرد تفكير في استعداء أي أحد على وطنه بأي وسيلة كانت قولية كانت أم فعلية … والإخوان المسلمون في هذه الأيام يكتبون شعرا عن الانتماء والولاء للوطن ولرئيس الدولة ! لا لشيء إلا لأن أبناء الإمارات قد قالوا كلمتهم في كل من حاول زعزعة أمن الوطن ولو بكلمة … وليعلم الإخوان قاصيهم ودانيهم ، أن هذا الشعب وفي فترة وجيزة – ولله الحمد – قد تكشفت له الكثير من الخفايا والرزايا التي حملها بعض أبناء الإمارات ….. والطريق الصريح والصحيح لهؤلاء القوم أن يجددوا الولاء والانتماء للوطن والقيادة ، وأن يتبرؤوا من جميع المناهج المستوردة علنا . إن المواطنة الحقة تظهر في مواقف الشدة والرخاء ، فلا استعلاء ولا استقواء على الوطن من أجل الوصول إلى المناصب السياسية والشخصية تحت غطاء الحرية …فتبا لمن سلك نهجهم ، ثم تبا له . فالإمارات لكل الإماراتيين المخلصين … فالولاء والانتماء عند أبناء الإمارات سيان في الشدة والرخاء ..